عبرت العائلة المقدسة نهر النيل من المعادي، في اتجاه مدينة منف، وهي حالياً منطقة ميت رهينة بمحافظة الجيزة، وتقع على الضفة الغربية لنهر النيل.
ومدينة منف بناها الملك مينا موحد القطرين، وظلت منف عاصمة مصر لأزمنة كثيرة، إلى أن تم تحطيمها بسبب الغزوات الأشورية، وهجرت تماماً في العصر الروماني، ولكن ما تبقى من آثار موجود الأن في متحف ميت رهينة. وهذا المتحف به تمثال ضخم لرمسيس الثاني الذي يعد من أعظم ملوك الفراعنة، وطول التمثال 14 متراً ووزنه 80 – 100 طن
في سنة 450 ق.م. وصف المؤرخ هيرودت مدينة منف ومدى ضخامة تماثيلها، والقصور التي توجد بها.
وفي القرن الثاني عشر الميلادي، ذكر الرحالة العربي عبد اللطيف البغدادي أنه لم ير في كل رحلاته أطلالاً بمثل ضخامة مدينة منف.
وموقع منف حالياً بمنطقة ميت رهينة جنوب القاهرة بحوالي 20 كيلومتر وكانت منف مقراً لكرسي أسقفي وكان بها دير باسم دير الأنبا أرميا بسقارة، وتوجد بعض آثاره في المتحف القبطي وهذه الأثار ترجع إلى القرن السادس الميلادي وهي إنبل أثري مصنوع من الحجر الجيري وهو من أقدم المنابر الموجودة في مصر، وبه دوائر بأعلى الجدار على هيئة قوقعة يتوسطها صليب، كما تحيط بالصليب كتابة من الحروف القبطية ترجمتها “باسم الآب والإبن والروح القدس أمين.” وتوجد أيضا حنيات جدارية تمثل صوراً للسيد المسيح والسيدة العذراء وبعض القديسين وهي تعتبر نموذجاً لدقة الفن القبطي في القرون الأولى. كما يوجد أيضا بعض من الأعمدة الحجرية وقوائم بها نقوش قبطية وزخارف جميلة.
ومن كتابات ياقوت الحموي (ت 1228م) والقزويني (1208 – 1283م) نتبين ازدهار مدينة منف في العصر المسيحي وأنه كان بها كنيستان على الأقل، الأولى سميت كنيسة منف والثانية كنيسة الأسقف (دار الأسقفية).
ولا يوجد حالياً في منف أماكن تذكار لإقامة العائلة المقدسة بها، ويذكر أن العائلة المقدسة تحركت من منف في مسارها إلى صعيد مصر.