جاءت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة، ثم سارت في الطريق الشمالي لشبه جزيرة سيناء، وهو الطريق الساحلي بموازاه ساحلها الشمالي على البحر المتوسط. هذا الطريق من أقدم طرق سيناء وأكثرها أماناً، ويسير هذا الطريق من رفح قاطعاً وادي العريش، ثم يمتد حتى الزرانيق عند بداية بحيرة البردويل، ومنها إلى اللسان بين البحر المتوسط وبحيرة البردويل نفسها، ثم يتبع ساحل البحر المتوسط حتى يصل إلى الفرما.
الاكتشافات الأثرية الحديثة على ساحل سيناء الشمالي، والتي عثر فيها على آثار مسيحية ثابتة أو منقولة، من العصر البيزنطي تعتبر أدلة تؤكد مرور العائلة المقدسة في هذه المنطقة.
ومدينة رفح تقع على الحدود بين مصر وفلسطين، والإسم “رفح” جاء من المسمى المصري القديم “را – بح” وتعني باب الوصول، لأنهم اعتبروها باب الوصول إلى مصر.
وأطلق عليها الرومان واليونان إسم “رافيا” والعرب إسم “رفح” وهي تبعد عن العريش مسافة 45 كيلو شرقاً.
ذكرها المؤرخ اليهودى “يوسيفوس” وكانت أول محطة استراح فيها القائد اليونانى تيطس وهو فى طريقه لإخضاع اليهود الذين تمردوا على الإمبراطورية الرومانية، وكان ذلك فى سنة 70 بعد ميلاد السيد المسيح له المجد.
ورفح أرض صلبة وفى شمال المنطقة كثبان رملية يقطعها مصب وادى العريش. وقد غطت الرمال غالبية آثارها، واكتشفت حفائر في رفح منها أعمدة من الجرانيت الأسود السماقي وقطع مكسورة من الفخار والزجاج بأنواعها، وكذلك بقايا أحجار يرجح أنها لكنيسة ترجع للقرن السابع والثامن. كما عثر ايضا على تمثال من الرخام للعذراء مريم، وتمثال أخر صغير من الرخام الأبيض الناصع لفارس بيده رمح يطعن تنين ويرجح أنه للقديس مارجرجس الروماني. وكذلك قطع من النقود من عهد الرومان والبيزنطيين.
وتعتبر رفح هي أول نقطة لحدود مصر في مسار العائلة المقدسة.