افتتح “الخديوى اسماعيل” قناة السويس فى حفل افتتاح اسطورى يوم 16 نوفمبر 1869م ، ودعى لهذا الحفل ملوك وأباطرة العالم ومن بينهم الإمبراطورة “اوجينى” زوجة إمبراطور فرنسا “نابليون الثالث” – وهى إسبانية الأصل – فحضرت وحدها دون الإمبراطور لإنشغاله، ووصلت قبل الحفل بفترة وأبدت رغبتها فى زيارة “الأقصر” وشجرة مريم بالمطرية – التى كانت تقف وسط حقل من البلسم.
نظمت الحكومة المصرية لها هذه الرحلة، فزارت الشجرة يوم 18 أكتوبر 1869 وتوجهت بعدها إلى كنيسة السيدة العذراء الأثرية بمسطرد حيث البئر التى شربت منه أيضاً العائلة المقدسة.
أشرف على تنظيم هذه الزيارة حسين باشا اسماعيل، وقد استقبلها فى المطرية كاهن كنيسة العذراء بمسطرد والمعلم “سعد ابراهيم الصراف” وكان رجلاً مثقفاً وذى مكانة فى الكنيسة وفي الأغلب كان يجيد اللغة الفرنسية، كان يبلغ من العمر وقتها 120 عام وما يزال بصحة جيدة ! فرغم كبر سنه يذكر التاريخ أنهما استقبلاها وهما راكبين على خيول مزركشة، رحبا بالامبراطورة التى تبركت من الشجرة وشربت من مياه البئر القريبة منها، كما زارت بيوت أقباط المنطقة الذين استضافوها وحضرت حفل زفاف لأبناء أسرة قبطية منهم.