بعد أن ارتحلت العائلة المقدسة من منطقة مصر القديمة متجة ناحية الجنوب، وصلت إلى منطقة المعادى الحالية، والتى كانت فى وقت الفراعنة هى الحدود الخارجية لـ “منف” التى كانت عاصمة مصر القديمة.
في منطقة المعادي من على الجانب الشرقي من النيل، عبرت العائلة المقدسة النيل فى مركب شراعى متجهة نحو الجنوب (الصعيد)، وحالياً نقطة العبور هذه مقام عليها كنيسة السيدة العذراء.
اعتادت كنيسة العذراء مريم بالمعادي إقامة احتفالاً سنويا يومي 31 مايو وأول يونيه تذكارا لدخول العائلة المقدسة أرض مصر.
ومن ضمن فعاليات هذا الاحتفال الذي استمر أكثر من أربعين عاما، حركة المراكب في النيل وهي تحمل الأساقفة الأجلاء والشمامسة مرنمين ومسبحين بالألحان القبطية الفريحي، وهم يحملون معهم في جولتهم النيلية الصندوق الذى يحوى نسخة الكتاب المقدس الذى وجد مفتوحاً على المياه على سفر إشعياء الأصحاح 19 الذى ترد فيها الآية «مُبَارَكٌ شَعْبِى مِصْر»، وكذلك أيقونة العائلة المقدسة بالكنيسة.
ومركب أخر تحمل أفراد يجسدون شخصيات العائلة المقدسة، القديس يوسف النجار والعذراء مريم والطفل يسوع، وذلك في مشهد تمثيلى لإحياء ذكرى قدوم العائلة المقدسة لهذا المكان وتحركها في النيل متجهه لصعيد مصر.
وهذا الاحتفال الفلكلوري تتبعه طقوس دينية من صلوات العشية على المذبح الخارجي الذي يقع فوق السلم الأثرى المؤدى لنهر النيل، فيقف آلاف الأقباط من كافة محافظات مصر، مستمتعين بهذا الحدث المبارك على ضفاف النيل ويتباركون بهذه الذكرى العطرة. وفي اليوم التالي يقام قداس عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر.