يعتبر عيد دخول السيد المسيح أرض مصر عيداً سيدياً تفرح فيه الكنيسة يوم 24 بشنس الموافق الأول من يونيه.
وضعت الكنيسة لهذا الاحتفال بعض النصوص الخاصة بعيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر، في طقوس ألحان وقراءات معينة بدءاً من تسبحة عشية ورفع بخور باكر والقداس الإلهي يوم 1 / 6 وهذه كلها تعتبر تراث أصيل وضعته الكنيسة للاحتفال بهذه الذكرى المباركة.. حتى أن اليونيسكو اعترفت بهذا التراث الاحتفالي لهذه المناسبة المباركة كتراث لامادي.
وأوضح أستاذ دكتور ماجد صموئيل، أستاذ مساعد بقسم النظريات بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان أن أي تذكار كنسي أو احتفال معين يتم ذكره أثناء صلوات الكنيسة للتأكيد على حقيقته التاريخية والحفاظ على ذكراه للأجيال المتتالية. ويتم وضع تلك المعلومات في صورة ألحان لأن الموسيقى لها القدرة على الإختزان في ذاكرة الناس.
في النصوص التي توجد في الإيبصاليات والذكصولوجيات يتم وضع معلومات كثيرة مبنية على قصص من العهد القديم التي مثلت نبوات عن موضوع الاحتفال – مثل ذكر نبوات إشعياء النبي من العهد القديم التي تكلمت عن دخول السيد المسيح إلى أرض مصر، وبذلك يكون السرد في تلك الألحان مذكور فيه نبوات العهد القديم وقصة الحدث نفسه والواقع الذي نحتفل به في هذا اليوم، فدائما الكنيسة تجمع بين الثلاثة.
فنجد ما يعرف ب أرباع الناقوس في عيد دخول العائلة المقدسة أرض مصر:
أفرحوا وتهللوا يا أل مصر وكل أقاليمها لأنه أتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور.
نسجد له لكي ينعم لنا بنصيب مع الأطفال الذين قتلهم هيرودس في يوم الدينونة.
فنجد في صلوات ايبصالية آدام لعيد دخول السيد المسيح أرض مصر:
يسوع المسيح إلهنا الحقيقي الذي جاء لأجل خلاصنا
لأنه في هذا اليوم أتى إلى المصريين ومشى معهم كإنسان
وأيضا تم كلام النبي الذي قاله من أجل السيد
مريم القديسة السحابة الخفيفة حملت القدوس إلى أرض مصر
الأوثات سقطت وشياطينها. هربت من وجه الإله الحقيقي إبن الآب
فجأة دخل المغارة بحكمته الأبدية..
وهو أيضا ذهب وصار في بيت يسوع وضع الشفاء في البئر
كما أيضا سار إلى الأشمونين وشتت الأعداء في ذلك المكان
افرحي وتهللي يا أرض مصر بعمانوئيل ملك الخليقة
سالومي مع مريم ويوسف البار كانوا يسبحون باجتهاد أمام الجوهرة
حينئذ سبحوا بتسبحة جديدة جهراً لما رأوا العجائب
إبن الله إلهنا الذي أظهر ذاته لإبراهيم حل في وسطنا في جبل قسقام
الله الخالق الذي تكلم مع موسى جاء بتواضع إلى أرض مصر.
قدوس قدوس قدوس في تدبيرك أيها القدوس. المجد لك. هللويا
يا مخلص العالم يا الله محب البشر ارحم شعبك واشفهم من أمراضهم.
تأنى علي أنا الضعيف إعطني رحمة في يوم الدينونة.
فيديو يعرض جزء من إبصالية آدام
وأيضا في إبصالية واطس لدخول المسيح:
بالحقيقة قد تقدمت إلى رأس عظيم هو اسم الخلاص الذي للمسيح ملك الدهور
كل فرح يكون اليوم في السماء وعلى الأرض لأن ملك الملوك قد ظهر على الأرض
لأن في هذا اليوم مشى كإنسان وبرحمته العظيمة نزل إلى أرض مصر
داود المرتل تكلم ومجد عزته قائلاً فلتفرح السموات ولتتهلل الأرض
تفرح الوديان وكل أعمالها لمجئ المسيح إلهنا حسب كلام الأنبياء
حقا أخبرنا متى الرسول في الإنجيل هكذا قائلاً:
ها هوذا ملاك قال ليوسف قم خذ يسوع المسيح وأذهب إلى مصر سريعاً
هذه النبوة التي ظهرت وتحققت أن من أرض مصر دعوت إبني
يوسف بحرص وقوة وحكمة قام وأخذ ربه ومريم وسالومي
ونزلوا إلى كورة مصر بتسامح قلب من وجه هيرودس
وأيضا هربت الشياطين وقواتها الشريرة وتحطمت الأصنام أمام ملك المجد
ملك الدهور تجسد وتأنس ودخل تلك المغارة الكائنة بمدينة مصر
كل أسماء غير المتجسدين تسبحك بغير شك بأصوات لا تسكت
قائلين المجد لك يا وحيد الجنس
استمعوا لي يا أحبائي أنه في كورة البهنسا ترك بركته في البئر مع الشفاء والحلاوة
حينئذ إلى الأشمونين وبدد أوثانها وفي تلك المدينة صنع عجائب
وأيضا بفرح ساروا إلى جبل قسقام ومكثوا فيه شهوراً وباركه بيمينه.
لك المجد والكرامة والشكر أيها الملك الخالق على عظيم عنايتك.
قدوس أنت يا محب البشر لأنك افتقدتنا برحمتك تجسدت وتأنست وأعطيتنا الخلاص.
أيها المخلص ارحم شعبك بطلبات وشفاعات أمك العذراء القديسة الحقيقية مريم.
تأنى على عبدك أغفر أثامي لكي أسبحك قائلاً لك المجد. هللويا
وبذلك نعرف أن الكنيسة تستخدم الألحان في كل الطقوس الكنسية بغرض حفظ الإيمان وتثبيته ومحاربة البدع وذلك لإدراك أباء الكنيسة بأهمية الموسيقى في حياة كل البشر.
ومن الألحان التي تتلى بالكنيسة أيضا في يوم 24 بشنس، تمجيد لدخول المسيح أرض مصر:
الله الممجد في مشورة القديسين الجالس على الشاروبيم رؤي في إقليم مصر
والبراكليسيس تقال فيها:
الذي خلق السماء والأرض رأيناه كصالح في حضن مريم السماء الجديدة مع البار يوسف الصديق.
عتيق الأيام المسبح من الملائكة في كورة مصر جاء اليوم ليخلصنا نحن شعبه.
افرحوا وتهللوا يا أهل مصر وجميع تخومها لأنه أتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور.
أشعياء العظيم يقول: إن الرب يأتي إلى مصر في سحابة خفيفة وهو ملك السماء والأرض.
نسبحه ونمجده ونزيده علوا كصالح ومحب البشر ارحمنا كعظيم رحمتك.
وتقال ذوكصولوجية آدام في عيد دخول المسيح أرض مصر:
فلنسبح المسيح الخالق الذي افتقدنا نحن شعبه.
هو جاء إلى مصر على سحابة خفيفة التي هي مريم أمه الملكة.
المسيح مخلصنا محمول على ذراعيها أهلك مصنوعات الأيدي التي للمصريين.
الكائن قبل كل الدهور في مصر اليوم ورأينا مجده.
صانع السموات وجنودها أتى إلى مصر في حضن مريم.
أفرحي وتهللي اليوم يا كورة مصر لأنه أتى إليك ملكك المسيح محب البشر.
فنسبحه ونرفع إسمه ونشكره لأن رحمته ثابتة إلى الأبد.
بشفاعات والدة الإله القديسة مريم يا رب أنعم علينا بمغفرة خطايانا.
وفي يوم الأول من يونيه أيضا يتم قراءة طرح بلحن آدام ويقال فيه:
أفتح فاي أنا الشقي والأمي الضعيف الخاطئ، لكي أسبح المسيح مخلصي وأمجد أمه العذراء. السحابة الخفيفة التي نزلت إلى مصر، أعني مريم العذراء القديسة، وهي حاملة ربنا يسوع. وقد سحق منحوتات مصر. وأخرجهم من الظلام والكفر وخلصهم من الهلاك، كانوا تائهين بالضلالة الوثنية، فأضاء عليهم مجد لاهوته، فسجدنا للثالوث المساوي الذي هو إلهنا إلى الأبد. ملاك الرب تكلم مع يوسف قائلاً: قم خذ الصبي وأمه وأهرب إلى مصر. ولما أقبل يسوع إلى مصر وأمه أهلك برابيهم وأوثانهم. الشعب الذي في الظلمة أبصر نوراً الذي هو المخلص يسوع أتى وخلصنا، وأعطانا الحياة عوضاً عن الموت، والخيرات الدهرية فلنسبحه مع العذراء لأنها حملته وصارت له كرسياً.
أما السنكسار الذي يقرأ وقت القداس في هذا اليوم الاحتفالي بالعيد السيدي يوم 24 بشنس:
في هذا اليوم المبارك أتى سيدنا يسوع المسيح إلى أرض مصر وهو طفل إبن سنتين كما يذكر الإنجيل المقدس أن ملاك الرب ظهر ليوسف في حلم قائلاً: قم خذ الصبي وأمه واهرب إلى أرض مصر وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. وكان ذلك لسببين: أحدهما لئلا إذا وقع في يد هيرودس ولم يقدر على قتله فيظن أن جسده خيال، والسبب الثاني ليبارك أهل مصر بوجوده بينهم فتتم النبوة القائلة: من مصر دعوت إبني.
فأتي السيد المسيح له المجد مع يوسف ووالدته العذراء وسالومي، وكان مرورهم أولاً بضيعة تسمى بسطة. وهناك شربوا من عين ماء فصارت شفاء لكل مرض. ومن هناك ذهبوا إلى مدينة سمنود وعبروا النهر إلى الجهة الغربية، وقد حدث في تلك الجهة أن وضع السيد المسيح قدمه على حجر فظهر فيه أثر قدمه فسمي المكان الذي فيه هذا الحجر بيخا إيسوس – أي كعب المسيح.
ومن هناك اجتازوا غرباً قبالة جبل النطرون، فباركته السيدة لعلمها بما سيكون فيه من الخدمة الملائكية. ثم انتهوا إلى الأشمونيين وأقاموا هناك أياماً قليلة، ثم قصدوا جبل قسقام. في المكان الذي حطوا رحالهم فيه ومن هذا الجبل شيد دير السيدة العذراء، وأقاموا هناك 6 شهور وعشرة أيام، وهو معروف باسم دير المحرق.
ولما مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم أيضا قائلاً: قم خذ الصبي وأمه واذهب إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي.
فعادوا إلى مصر ونزلوا في المغارة التي هي اليوم بكنيسة أبي سرجة بمصر القديمة، ثم اجتازوا المطرية واغتسلوا هناك من عين ماء فصارت مباركة ومقدسة من تلك الساعة. ونمت بقريها شجرة بلسم وهي التي من دهنها يصنعون الميرون المقدس لتكريس الكنائس وأوانيها، ومن هناك سارت العائلة المقدسة إلى المحمة ثم إلى أرض إسرائيل.
فيجب علينا أن نعيد في هذا اليوم عيداً روحانياً فرحين مسرورين، لأن مخلصنا قد شرف أرضنا هذا اليوم المبارك فالمجد لإسمه القدوس إلى الأبد أمين.