أول ما يشد انتباه الدارس فى دراسته لرحلة العائلة المقدسة فى مصر، هو ارتباط معجزات سقوط الأوثان فى المحطات التى كانت تعتبر مراكز العقيدة الفرعونية وقتها.
ويستمد هذا التاريخ مصداقيته من النبؤة التى وردت فى العهد القديم على لسان اشعياء النبى القائل: “هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر ويذوب قلب مصر داخلها” (اش 19: 1)
تل بسطا
لم يكن كل الذين فى تل بسطا قساة القلوب فقد حدث أن مر بهم رجلاً من أهل البلدة قادم من خارجها وإسمه قلوم ومر بهم ورآهم فتكلم معهم وعرف قصتهم وتملكه العجب عندما رأى ينبوع المياه بجانبهم حيث أنه يعرف المكان جيد اً فدعاهم إلى منزله وأكرم ضيافتهم . ومكثوا عند الرجل فترة من الزمن.
حدث أن خرجت العذراء مريم حاملة طفلها الرب يسوع وسارت فى المدينة وإذا بأصنام المعبد تسقط على وجوهها على الأرض وتتكسر وهربت منها شياطينها التى تخدمها، ولما علم الكهنة أنه توجد قوة فى هذا الطفل، وأن مصدر رزقها من خدمة الأصنام سينتهى، فذهبوا إلى والى المدينة فغضب وأمر بقتل الصبى الذى تسببت قوته فى تدمير أصنام تل بسطا.. ويذكر ان أسفار اليهود الموحى بها ذكرت أنه عندما يذهب الرب إلى أرض مصر تتكسر أصنامها.
وعلم الرجل الصالح قلوم بأن الوالى يطلب الصبى ليقتله، فأخبر العذراء ومن معها فهربوا جميعاً، وقبل أن يتركوا منزل الرجل الفاضل قلوم بارك الرب يسوع له المجد المنزل بقوله : ” إن السلام والبركة تحلان على منزلك كل أيام حياتك بسبب قبولك لنا وما صنعته لنا وسوف يخلد أسمى على هذا البيت إلى الأبد
ولم يتبقى من هذه المدينة القديمة غير تل أثرى يعرف بتل بسطا بجوار مدينة الزقازيق محافظة الشرقية، ومعظم آثارها الحالية التى اكتشفت حتى الآن من العصر الفرعونى والبطلمى.
معجزه تحطيم التمثال المعدن بالأشمونين
سافرت العائلة المقدسة من جبل الطير بالنيل إلى “الأشمونين” بمركز ملوى، وأقاموا عدة أيام عند رجل طيب أحسن استضافتهم، وفي هذه المدينة أجرى الطفل الإلهي آيات كثيرة منها: أن حصانًا من النحاس كان في مدخل المدينة لحراستها، وقد تحطم عند مرور يسوع وعائلته أمام الحصان.
وذكر “مينارودس” أن خمسة جمال سدّت الطريق فى السوق أمام العائلة المقدسة فى الأشمونين، ونظر إليها يسوع فتحولت الى أجسام متجمدة كالأحجار، وكذلك سقطت أوثان المدينة وتهشمت مما تسبب في غضب كهنة الأصنام.